
عماد فهمي – إنقاذ الطفل ريان-شفشفاون
قال المستغور عماد فهمي في اتصال له بـ”اليوم24″، إن حياته انقلبت رأساً على عقب بفعل تحوله من شخص عادي إلى نجم مشهور على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أثر بشكل سلبي على نفسيته هو وفريقه من المتطوعين الذين شاركو قبل أسبوع في محاولات إنقاذ الطفل ريان الذي وافته المنية ببئر ضواحي شفشاون.
وقال عماد، إنه كان يعيش حياة عادية، كطالب باحث في سلك الماستر، حيث كان يسعى لتحقيق حلمه في امتهان مهنة المحاماة، ويقوم في وقت فراغه بالأعمال الإنسانية والتطوعية، وعاشقاً لرياضة التسلق والغوص والاستغوار والتيكبوكسينغ، لكن سرعان ما حولته مواقع التواصل الاجتماعي إلى نجم مشهور، على “فايسبوك” و”أنستغرام”، حيث ارتفع تعداد متتبعيه بشكل مخيف، وهو ما أثر بشكل سلبي على نفسيته وجعله متخوفاً من تأثر مساره الذي اختاره لنفسه بتبعات هاته المحطة المثيرة في حياته، إثر مشاركته في عمل إنساني لم يكن مثل الأعمال الأخرى التي كان يقوم بها دائماً، حيث كان الفرق فقط في البهرجة الاجتماعية التي واكبت الواقعة حسب تعبيره.
وعلاقة بقضية ريان وسبب التحاقه بموقع الحادث، قال عماد، إنه عرف بحادث سقوط الطفل ريان في بئر بجانب منزله العائلي، من خلال الصفحات “الفايسبوكية” المحلية، حيث تم عقد اجتماع مع أعضاء الجمعية للتداول في الموضوع، ليتم التواصل بعدها مع السلطات المحلية لأخد الإذن والتنقل صوب موقع الحادث، إذ كان مقرراً أن لا تتجاوز مدة المهمة ساعتين فقط، لإنقاذ الطفل والعودة للديار، غير أن الفريق فوجئ بوجود كم هائل من الصحفيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما كان عائقاً أمام فريق العمل والمنقذين، وتعرضوا لضغط نفسي قاهر، أثـر بشكل سلبي على جميع المشاركين في عملية الإنقاذ.
وبخصوص التبعات النفسية لهذا الضغط النفسي، يحكي لنا عمـاد بألم وحسرة، أنه يحاول الآن أخذ علاجاته اليومية من الأدوية المهدئة لمحاولة نسيان الواقعة، وتجاوز الصدمة النفسية التي تلقاها هو وفريقه، خصوصاً بعد فشل محاولة إنقاذه للطفل، وتطاول العديد من الصفحات على تفاصيل حياته الشخصية، وتلقيه للمئات من الرسائل والمكالمات الهاتفية التي صدمته وجعلته غير قادر على العودة لحياته الطبيعية.
وأشار عماد من خلال حديثه للموقع، إلى مسألة جمع التبرعات باسمه وفريقه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: “لم نطالب بأي تعويض من أي جهة، فالأعمال الاجتماعية وعمليات الإنقاذ نقوم بها منذ سنة 2014 بشكل مجاني خدمة للإنسانية، فنحن أناس متخصصون في الاستغوار وتلقينا تدريبات وتكوينات دولية ووطنية، لسنا بهواة ولسنا متطفلين، فقط قمنا بالعمل لوجه الله.”
ونفى فهمي، أن تكون له أية علاقة بأي حساب “فايسبوكي” أو أي تطبيق على “أنستغرام” يطلب مساعدات باسمه، نظير العمل الإنساني الذي قام به من خلال محاولته إنقاذ الطفل ريان، مشيراً إلى أنه تمكن من توثيق مختلف الحسابات التي تحاول الاسترزاق باسمه، وضمنها في شكاية لدى النيابة العامة بغية اتخاذ الإجراءات القانونية في حق كل منتحل لصفته واسمه.
وكان الشاب عماد فهمي ابن مدينة تطوان، محط اهتمام المواقع الإلكترونية والقنوات الإعلامية الوطنية والدولية، بعد قيامه بمحاولتي إنقاذ في بئر بعمق 32 متراً، حيث تمكن في المحاولة الأولى أن يبلغ عمق 17 متراً وأعاد المحاولة من جديد ليصل إلى عمق 28 مترا بمساعدة من الوقاية المدنية وزملائه المنقذين، لكن لم يتمكن من الوصول للطفل ريان بسبب صغر القطر السفلي للبئر الذي لايتجاوز 20 سنتيماً، وهو ما جعله متأثرا بتداعيات نفسية خطيرة لازال يعاني منها لحد الآن، خصوصاً وأنه كان آخر من سمع صوت الطفل ريان وهو يئن تحت وطأة الألم بباطن الأرض.