هل شكلت "كاريزما أردوغان" عامل الحسم في الانتخابات الرئاسية التركية؟

هل شكلت

كاريكاتير: عماد السنوني

الثلاثاء 30 مايو 2023 - 00:00

ولاية ثالثة حظي بها رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية، جاءت بعد مخاض لم يكن يسيرا كما كان عليه الأمر في السابق، إذ لم يحصل على النصاب الكافي من أجل حسم الأصوات لصالحه إلا من خلال مواصلة تقديم نفسه للجماهير في جولة ثانية.

خبراء يرون أن صعوبة إحراز ولاية ثالثة بالنسبة لأردوغان أمر طبيعي بعد ولايتين من الحكم وجهت له خلالها انتقادات من قبل المعارضة، كما أثنت عليها فئة مهمة من الأتراك الذين يرون في رئيسهم شخصية كاريزمية تمكنت من فرض تركيا على أوروبا والعالم، بحسب تعبير محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية.

فارق ضئيل

اعتبر الباحث شقير أن تداعيات الزلزال أثرت على شعبية أردوغان “بعدما وجهت له انتقادات من طرف خصومه بعدم التعامل بفاعلية معها، خاصة في المناطق التي تعيش بها أقليات كردية، بالإضافة إلى اتهامه بنوع من السلطوية وانتهاك مبادئ الديمقراطية بعد قيامه بتغيير بعض مقتضيات الدستور؛ وهو ما جعل جزءا من الهيئة الناخبة تتخوف من إعادة انتخابه”، مردفا: “كما أن ترشح بعض الشخصيات المنافسة قسم بعض الأصوات التي كانت ستوجه لأردوغان، وهو ما تم تجاوزه في الجولة الثانية بعدما قام مرشح منافس بحث مناصريه على التصويت لفائدة أردوغان”.

من جهته قال إدريس لكريني، باحث في العلاقات الدولية، إن “الانتخابات مرت في ظروف ضاغطة، وفي ظل إشكالات اجتماعية واقتصادية، ومحيط إقليمي ملتهب، كانت له تأثيرات على الدبلوماسية والوضع السياسي للبلاد”، واعتبر أن “ضآلة الفارق في نتائج الانتخابات بين المتنافسين راجع إلى كون بقاء أردوغان في السلطة جعل المعارضة تتقوى وتشتغل على بعض ملامح الارتباك في سياسته”.

وأورد المتحدث ذاته أن “فوز أردوغان على امتداد التجارب الأخيرة مرتبط بالتصويت على الشخص، وليس الحزب؛ لذلك يبدو أن المستقبل سيتيح للمعارضة تقوية نقاط ضعفها، وتجديد أدائها لتعود للواجهة، خاصة أن الأمر يتعلق بدولة ذات تجربة سياسية واعدة”.

استمرارية وكاريزما

أكد شقير أن الوضع الذي تعيشه تركيا اقتصاديا وسياسيا تجعل الأتراك يحبذون استمرار أردوغان، “خاصة أنه أظهر خلال ولايتين متتاليتين كاريزما فرضت تركيا على أوروبا والعالم، كما أن الجمهورية في عهده قامت بعدة أدوار داخليا وخارجيا، وبالتالي هناك شعور عميق بضرورة الاحتفاظ به، في ظل نظام دولي يخبئ مخاضا لإعادة النظر في هذا النظام القائم”.

وأفاد المتحدث ذاته بأن “فئة عريضة من المواطنين الأتراك يرون في الرئيس التركي شخصية ممكن أن توجه تركيا وتحافظ عليها في ظل أزمات يعيشها المنتظم الدولي، بما فيه المنطقة الأورو آسيوية”.

من جانب آخر قال الباحث ذاته إن “منافس أردوغان كمال كليجدار أوغلو لا يتمتع بكاريزما يمكنها منافسة رئيس حزب العدالة والتنمية، ناهيك عن كونه شخصا متقدما في السن، ومن الصعب أن يتمكن من مجاراة ما يحدث داخليا وخارجيا؛ كما أن المشروع الذي قدمه لم يأت بجديد يمكن أن يتجاوز مشروع أردوغان الذي أثبت من خلال ممارسته أنه ليس فقط رجل قول، وإنما فعل”.

وشدد المتحدث على استمرارية العلاقات المغربية التركية على الصعيد العسكري، والاقتصادي، مشيرا إلى أن “علاقات تجارية واستثمارية في تطور بين البلدين”، ومبرزا أن “متاجر ‘بيم’ وغيرها تتواجد بشكل كبير في المغرب، ناهيك عن الحركة السياحية بين البلدين، باستثناء المسألة التي خلقت في وقت ما نوعا من التوتر، والمتعلقة بإعادة النظر في اتفاقية التبادل الحر، قبل أن يستجيب الجانب التركي ويتم طي الملف”.

وتابع شقير بأن “تركيا لا تمس بالقضية الأساسية المتعلقة بمغربية الصحراء، لذلك إمكانية تطور العلاقة معها مطروح، خاصة أن المغرب وضع ميثاقا للاستثمار، ويحاول أن يتميز بمجموعة من المشاريع الاستثمارية التي من المرتقب أن يقبل عليها الأتراك”.

اشترك في النشرة البريدية لتصلك آخر الأخبار
Loading...
Loading...
Loading...
تعليقات الزوار 0
اخر الأخبار
صوة وصورة