
يعيش الواقع المغربي على إيقاع تناقض صارخ، يرتبط بأحوال المواطنين التي صارت عصية على الفهم والتحليل، حيث كشفت المباراة التي خاضها المنتخب المغربي ضد نظيره البرازيلي عن استعصاء فهم كبير، لما يجري في محيط المجتمع المغربي في هذه الفترة، والمتحور حول غلاء الأسعار.
وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الخضر إلى مستويات قياسية لم تشهدها البلاد يوما قط، إلى الحد الذي بدأ يثير مخاوف الأسر البسيطة من عجزها عن مسايرة الحياة اليومية في ظل استمرار كابوس الغلاء، فإن أمورا أخرى تظهر إلى العلن، تمحي السخط إزاء هذا الغلاء، ومنها الانجراف إلى مباراة في كرة القدم، وانسياق عشاق المستديرة إلى مستوى الاستسلام، والبحث عن تذكرة في السوق السوداء وصل سعرها إلى 5000 درهم.
هذا التباين العجيب والغريب، قد يدفع سلطات البلد إلى تجاهل نيران الغلاء التي تلتهم يوميا القدرة الشرائية للمواطن المغربي، ولا يجبرها على التحرك خوفا من تزايد سخط مواطنيها، لأنها تعي جيدا بأن من استطاع شراء تذكرة مباراة ودية ب 5000 درهم، لن يزعزع قدرته الشرائية ثمن البصل الذي وصل إلى 15 درهما، أو ثمن البطاطيس الذي لامس 13 درهم في سابقة مغربية.
وهنا يتساءل المواطن البسيط الذي لا تروقه نتيجة مباراة أو يغريه الانتشاء بانتصار الأسود، عن ذنبه من هذا التناقض الذي تستغل فيه السلطات لعبة كرة القدم، لطمس معالم الواقع المرير، بدل مسايرة الزمن، وتلبية مطالب مواطنيها، التي لا تتجاوز حلم