صور: هسبريس
يستعد متحف الثقافة اليهودية بفاس، الذي يعد ثمرة جهود تهيئة وبناء إحدى البنايات اليهودية العتيقة الكائنة بحي الملاح، لافتتاح أبوابه قريبا في وجه عموم الزوار.
واستبق موعد الإعلان الرسمي عن افتتاح المتحف احتضانه، الثلاثاء، مراسيم توقيع اتفاقية شراكة لإنجاز الدراسة السينوغرافية لمتحف البطحاء لفنون الإسلام التي وقعها السعيد زنيبر، والي جهة فاس مكناس، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، وفؤاد السرغيني، المدير العام لوكالة تنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس.
وتم خلال هذه المناسبة تقديم متحف الثقافة اليهودية بفاس، وذلك بحضور عدد من الشخصيات، من أكاديميين ومنتخبين وأفراد من الطائفة اليهودية بفاس ومكناس.
وقال هنري كوهن، عضو الطائفة اليهودية بفاس والخبير في التراث المعماري اليهودي، إنه روعي في تهيئة وبناء متحف الثقافة اليهودية الطابع المعماري اليهودي المغربي، مشيرا، في تصريح لهسبريس، إلى أن البناية الأصلية للمتحف، المتميزة بشرفاتها المطلة على الخارج، كانت في الأصل مستوصفا وروضا للأطفال في عهد تواجد الطائفة اليهودية بحي الملاح بمدينة فاس.
وأوضح كوهن، الذي واكب عن قرب إنجاز هذا المشروع، أن أعضاء الطائفة اليهودية بمدينتي فاس ومكناس، ممن حضروا مناسبة تقديم المتحف، عبروا عن إعجابهم به، مؤكدا أنه سيتم في القريب افتتاحه في وجه عموم الزوار.
وشدد المتحدث ذاته على أن متحف الثقافة اليهودية بمدينة فاس يعد تحفة فريدة من نوعها في إفريقيا والعالم العربي، مشيرا إلى أنه سيحظى باهتمام واسع من طرف يهود العالم والمهتمين بثقافة يهود المغرب.
وأبرز كوهن أن معروضات المتحف، من تحف ووثائق ومتعلقات، ستتعزز بقطع أثرية بحوزة “بول داهان”، أحد اليهود المغاربة المنحدرين من مدينة فاس، وصاحب متحف يهودي ببلجيكا، كما سيتم، وفقه، إثراءه بمتعلقات جمعها “إدمون كباي”، الحارس السابق للمقبرة الإسرائيلية بفاس، وأخرى عبارة عن مساهمات فردية ليهود مغاربة من مدينة فاس وخارجها.
ولفت “هنري كوهن”، الذي واكب مشروع إنجاز متحف الثقافة اليهودية، إلى أن إطلالة هذا الأخير على المقبرة الإسرائيلية بفاس، التي وصفها بأجمل مقبرة يهودية بالمغرب، ستمكن الزوار من التنقل بسهولة بين المعلمتين عبر بوابة تتوسط السياج الفاصل بينهما؛ وتابع بأنه تمت الإشارة على واجهة البناية إلى اسم المتحف باللغات العربية والأمازيغية والعبرية، مؤكدا أن تثبيت النجمة السداسية والشمعدان في مكان بارز، وتجهيز المتحف بمقصف لضمان راحة الزوار، زادا من جماليته وروعته.
يذكر أن متحف الثقافة اليهودية بفاس، الذي أنجزت أشغال تهيئته وبنائه بتنسيق مع الطائفة اليهودية ومؤسسة متاحف المغرب، يمتد على مساحة مغطاة تفوق ألف متر مربع، وقد خصصت لإنجازه تكلفة مالية تناهز 10 ملايين درهم.
ويندرج إنجاز هذا المشروع في إطار تفعيل برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لفاس الذي تشرف عليه وكالة تنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس. ويروم البرنامج الحفاظ على الطابع المعماري للمدينة العتيقة لفاس والعناية بتراثها الثقافي والروحي، بما في ذلك الإرث اليهودي كمكون من مكونات الهوية المغربية.
