دعا البروفيسور عز الدين الابراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، وعضو اللجنة الوطنية العلمية والتقنية لكوفيد 19، إلى إنهاء مجانية علاج مرضى كورونا من الأشخاص غير الملقحين.
وأضاف مستنكرا في تدوينة مطولة على حسابه في “الفايسبوك “بما أن الكوفيد “أصبح رواح”… هل يجب أن تستمر مقاربة المجانية… و أن ننتظر إلى ما لا نهاية أن يقرر أشخاص بذاتهم الانخراط معنا في هذه العملية؟”
دعوة الابراهيمي لإلغاء مجانية علاج مرضى كورونا خلقت الكثير من الجدل، على اعتبار أن الأمر تطرق إليه بروفيسور من المفروض أن يكون ذا وعي بأن الحق في التطبيب والعلاج للجميع بغض النظر عن اختيارات الفرد وخلفياته وما إذا كان ملقحا أو لا.
وهو الطرح الذي رفضه البروفيسور سعيد المتوكل، عضو اللجنة الوطنية العلمية لكوفيد19، الذي قال إن إلغاء مجانية علاج المرضى غير الملقحين، نقاش ممكن التفكير فيه، إلا أنه يعارضه شخصيا لاعتبارات عدة.
وأوضح المتوكل في تصريح لـ “آشكاين” أن اتخاذ هذا الإجراء لن يساعد على حل المشكل وإنما من شأنه أن يتفاقم أكثر، بالنظر إلى الحالة المادية لعدد من المعدمين المغاربة، مستطردا “كما أن عدم تطبيب المرضى غير الملقحين يعني مكوتهم في أوساطهم أي العائلة و الأصحاب، ما يساعد على انتشار المرض أكثر وأكثر”.
وشدد البروفيسور قائلا “بل الأكثر من ذلك، فإن هذا الإجراء من الناحية الأخلاقية الطبية غير مقبول البتة، ومن المعلوم أنه في وقت الأزمات الوبائية والجائحة فإن الدولة ملزمة بالتكفل بعلاج مرضاها”، مبرزا “التخلي عن المجانية يتعارض مع الدستور الذي يؤكد على الحفاظ في الحياة”.
رأيي الشخصي كأستاذ في الطب، يردف المتحدث، هو أن الطبيب ليس هو القاضي أو الحارس على أخلاق المجتمع و أهواء الناس، وإنما الطبيب يتكلف بعلاج المرضى بغض النظر عن ديانتهم ولونهم و جنسهم، بل لا يهمه إذا كان مجرما و عليه حكم قضائي.
وشدد المتوكل على ضرورة تغيير أساليب إقناع الناس من أجل التطعيم، من جهة، وضرورة تحلي المواطنين بأخلاقيات المواطنة قصد تلقي جرعات التلقيح لما له من إيجابيات عدة والخروج من دائرة الخطر المحدق بنا، مؤكدا على أن دول أوروبا بدأت في التخلي عن الإجراءات الاحترازية بعدما تقدمت بشكل كبير في عمليات التلقيح.
