
صور: أيوب أجوادي
على غير العادة، شهد مطار محمد الخامس الدولي حركية أمنية مكثفة، مساء الثلاثاء، بعد وصول الفوج الثاني من الطلبة المغاربة المقيمين بأوكرانيا على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية التي نظمت رحلات استثنائية لإجلاء “مغاربة أوكرانيا” في ظل التطورات السياسية التي تشهدها البلاد.
وحطت “طائرة لارام” بمطار العاصمة الاقتصادية للمملكة في حدود الساعة الثامنة ليلاً، وكانت تقلّ 174 طالبا مغربيا اضطروا للمغادرة من العاصمة الأوكرانية نتيجة التصعيد العسكري الروسي المتواصل طيلة الأيام الفائتة.
وخصصت السلطات العمومية عدة لجان لضبط عملية استقبال الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا؛ بينها اللجنة الصحية المكلفة بإجراء التحاليل المخبرية عند الوصول إلى المطار، واللجنة الإدارية المكلفة بفحص أوراق التعريف وتذاكر السفر، واللجنة التنظيمية الساهرة على نقل الأمتعة، إلى جانب السلطات الأمنية التي حرصت على تأمين سلامة الركاب والزوار.
وبهذا الخصوص، قالت إحدى الطالبات لجريدة هسبريس الإلكترونية إن “الطلاب عاشوا أياما مرعبة بسبب الحرب التي تتداولها وسائل الإعلام”، وزادت: “لما قررنا العودة إلى المغرب، واجهنا صعوبات بخصوص الحصول على تذاكر السفر والتفاهم مع الجامعات بشأن التعليم عن بعد”.
وقال طالب مغربي يدرس بجامعة الطب والصيدلة بكييف: “الجامعة أخبرتنا باعتماد نمط التعليم عن بعد في الأسبوعين المقبلين إلى حين تبيان حقيقة الأوضاع العسكرية، وسيتحتم علينا الرجوع بعدها لإكمال الموسم الدراسي في حال استقرار الوضع الأمني الداخلي”.
وبعدما أثنت طالبة أخرى، التقتها هسبريس بمطار محمد الخامس الدولي، على مجهودات السلطات الدبلوماسية لتأمين رحلة العودة إلى الدار البيضاء، أشارت إلى أن “الوضعية الجامعية ما زالت غامضة إلى حدود الساعة، حيث اتجهت جامعات نحو التعليم عن بعد، بينما ارتأت أخرى الإبقاء على التعليم الحضوري، ليظل الطلاب في مأزق إداري يستوجب ضرورة تدخل السفارة المغربية بكييف للتوسط في الموضوع”.
وبعد انتهاء الطلاب من الإجراءات الإدارية المتعلقة بالسفر، توجهوا إلى البوابة الرئيسية للمطار التي كانت مكتظة بالعائلات المغربية التي غمرتها مشاعر الفرحة برجوع أبنائها إلى المملكة، حيث طغت مشاهد العناق وامتزجت دموع الفرح بالإحساس بالغبن.
أحد الآباء صرح لجريدة هسبريس الإلكترونية وهو يغالب دموعه، بأن “هذه الليلة تاريخية، لأنها شهدت عودة فلذات أكبادنا إلى بلدنا في ظل الأوضاع غير المستقرة بأوكرانيا”، مضيفا: “أفضل بقاء ابنتي معي طيلة الأيام المقبلة حتى نتبين طبيعة التدخل العسكري الروسي المحتمل”.
وذهبت أم مغربية أخرى في الاتجاه نفسه بتأكيدها أن “المبادرة المغربية لإجلاء الطلبة المقيمين بأوكرانيا جيدة لأنها تعكس الاهتمام الرسمي بالجالية المغربية”، لافتة إلى “الأسرة عاشت أياما كئيبة بسبب ضبابية الوضع الأمني والعسكري بكييف خلال الأيام الفائتة”.