
صورة: و.م.ع
رحلة إلى “الزمن التسعيني”، يباشرها محمد الأشعري، الكاتب المغربي وزير الثقافة السابق، بالقراء، عقب صدور كتابه “عين العقل”، الذي ضم افتتاحياته على جريدة الاتحاد الاشتراكي.
ويقع الكتاب الجديد في 741 صفحة ويهتم بالفترة الممتدة بين 6 دجنبر 1990 و27 فبراير 1996، يستعرض فيها الأشعري تعاطيه لقضايا عديدة همت الشأن السياسي والاجتماعي والثقافي.
و”عين العقل” عمود صحافي لصاحبه محمد الأشعري، نشر على جريدة الاتحاد الاشتراكي، كان ذائع الصيت، وأثر في أجيال عديدة من المتلقين والقراء.
وتردد الأشعري كثيرا قبل نشر الكتاب الجديد، فقد اعتبر الأمر عمودا صحافيا يتناول اليومي الملتصق باللحظة الآنية؛ لكنه استدرك الأمر بطرحه الكتاب من زاوية مختلفة.
وفي تصريح لجريدة هسبريس، قال الكاتب محمد الأشعري إن هذا الكتاب لم يكن وارد الصدور بالنسبة له، حيث اعتقد أن الكتابة الصحافية منذورة للعابر وتحاول التقاط الأشياء اليومية المباشرة.
وأضاف الأشعري أن الكتاب يتناول بمقاربات تحليلية ساخرة نقدية مختلف المواضيع، ويدخل في إطار التعليق المباشر اليومي، وهي مقاربة مهمة على المستوى الصحافي بل هي جوهره.
وأشار الكاتب المغربي إلى أن إلحاح الأصدقاء دفعه إلى الإصدار، معتبرا أن التعليق سجل وقائع وتحولات ومسار سياسي لمرحلة ما قبل التناوب، كما يعتبر مادة خامة يمكن أن تدرس وتستنبط منها أشياء مهمة.
وأورد الأشعري أن اليومي هو أحد العناصر المؤسسة للتاريخ، كما أن قراءة الأعمدة مجتمعة لا علاقة لها بالقراءة اليومية، مؤكدا أن المسافة الزمنية الحالية تسمح بقراءة مختلفة.
وسجل وزير الثقافة السابق أن كتابة “عين العقل” لم تقتصر فقط على التعليق، بل لم تخرج عن التجربة الكتابية له، ففيها الحكائية والتفكيكية والشاعرية، والقراء سيحكمون في النهاية.
وأردف الأشعري أن الكتاب يتجاوز القراءة السريعة للأعمدة الصحافية، وتضع قارئ اليوم أمام كتابة الأمس، مؤكدا أنه يعالج فترة التسعينيات كمسار مكتمل وليس جزئي فقط.
وسبق للأشعري أن توج بالجائزة العالمية للرواية العربية بوكر سنة 2011 عن روايته “القوس والفراشة”. كما أصدر روايات عديدة، تتقدمها “علبة الأسماء” و”ثلاث ليال” و”العين القديمة” و”من طين وخشب”.