
صورة: أرشيف
الكتابة كفاجعة وشفاء والتاريخ منظورا إليه من شرف الانتساب
يواصل محمد الصديق معنينو مغامراته في إعادة بناء وقائع تاريخية بشوق السبق الصحافي وإنشاء قصة صحافية مع مجهود جبار في الغوص في مضان الكتب ووثائق الأرشيف. ويعتبر كتابه الموسوم بـ”المغرب في القرن السابع عشر.. السلطان والأسير” الجزء الثاني، بعد كتابه الأول “سلا في القرن السابع عشر.. جمهورية القراصنة”، يتتبع فيه حكاية الأسير عبد الحق معنينو ومجهودات السلطان المولى إسماعيل لحل مشكل الأسرى المغاربة لدى فرنسا مع “الملك الشمس” لويس الرابع عشر.. ومن خلاله، نتعرف على مغرب السلطان المولى إسماعيل، وعلى موقع المملكة الشريفة وعلاقاتها مع محيطها في زمن كانت ميزته الأساسية القرصنة كعماد للإنتاج الحربي.
الكتابة كفاجعة.. الكتابة كشفاء
كان جورج باطاي يردد “إنني أكتب كي لا أجن”، فيما ذهب موريس بلانشو أبعد من ذلك حين أكد أنه يكتب كي لا يموت. تغدو الكتابة كشفاء من الجنون ومن داء الموت، إنها كتابة الفاجعة، كما يحمل ذلك عنوان لكتاب بلانشو أكثر عمقا، حيث “الفاجعة ليست الفكرة التي غدت مجنونة ولا الفكرة التي لا تزال تحمل جنونها.. وإذ تحرمنا الفاجعة من ملاذ فكرة الموت وتصرفنا عن الكارثي أو عن المأساوي، وتجعلنا غير عابئين بكل إرادة وبكل حركة داخلية، فإنها لا تسمح لنا بأن نتلاعب بسؤال: ماذا فعلت من أجل معرفة الفاجعة” (الفاجعة لموريس بلانشو، ترجمة عز الدين الشنتوف، دار توبقال، ص53).
هذا ما استوقفني في تقديم محمد الصديق معنينو لكتابه الأخير “المغرب في القرن السابع عشر.. السلطان والأسير”، والذي عنونه بعصر الكوفيد، يقول: “بعد الصدور، اعتبرت أن هذا الكتاب هو تلقيح سابق لأوانه ساعدني على المقاومة والإطلالة على الآخرين… أشعر بأنني راودت الوباء، وتجاسرت عليه، أعلنت التحدي”.. هي ذي الكتابة وليدة الألم، الكتابة كمقاومة للموت، الكتابة كفاجعة والكتابة كشفاء أيضا، سم وترياق.. داء ودواء، بها يتم تحدي زمن الكوفيد والصمود والحياة أيضا. يقول في ص 8: “استمتعت بقصص ما زالت حية في ذاكرتي، ارتحت لتبادلها مع غيري عوض الاحتفاظ بها أثناء الرحيل”، يكتب معنينو لمواجهة الموت في زمن الكوفيد، يتجاسر عليه بالغوص في قلب التاريخ ليكتب قصته الصحافية عن الماضي، السلطان والأسير، ويتحدى الوباء بتميمة الكتاب، بما سيبقى بعد رحيله.. هزمتك الفنون يا موت والكتابة أيضا كما في “جدارية” محمود درويش.
التاريخ منظورا إليه من أفق شرف الانتساب
إن المقصود بالسلطان هو المولى إسماعيل الذي حكم المغرب ما يزيد عن نصف قرن.. أما الأسير فهو عبد الحق معنينو، أحد سكان مدينة سلا، والذي أُسر مع مجموعة من الحجاج قرب الشواطئ البرتغالية متجهين إلى الشرق.. ما الذي جمع بين سلطان عظيم وشاب ذنبه الوحيد هو أنه اختار التوجه إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج عبر البحر عوض الرحلة برا، كما كان معمولا به في القرن السابع عشر؟.
يرسم الصديق معنينو قصته الصحافية/التاريخية بإعادة بناء الحكاية/ الواقعة التي ترتبط باعتقال الفرنسيين لعبد الحق معنينو في زمن نشطت فيه القرصنة العالمية في القرن السابع عشر، حيث يملأ بخياله الصحافي ما صمتت عنه النصوص، وبالشكل الذي لا يمكن أن يكون إلا كما وصف: “احتفلت عائلة آل معنينو السلاوية، بمناسبة توجه ابنها عبد الحق إلى الديار المقدسة. وتيمنا بهذه المناسبة الدينية، نظم الحاج علي معنينو، بمنزله بحي الطالعة، زنقة معاننة، حفلا دينيا كبيرا على عادة السلاويين، كلما توجه أحد أبنائهم أو أقاربهم إلى الحجاز لتأدية فريضة الحج. بهذه المناسبة، التي كان لها وقع كبير عند الساكنة، تقاطر على مكان الاحتفال شرفاء وعلماء وأعيان وتجار وبحارة المدينة، إلى جانب عدد من حفظة القرآن وفقهاء الكتاتيب القرآنية.. تميز الحفل بحضور عامل المدينة، شقيق الحاج علي معنينو، لمباركة هذه الرحلة المشرقية، والابتهال إلى العلي القدير أن يحفظ الابن البار ذهابا وإيابا”.
بطل القصة/ الحدث التاريخي هو عبد الحق معنينو من سلا.. إنه شرف الانتساب إلى شجرة الاسم وإلى الفضاء الذي احتضن الكاتب أيضا، حيث تمارس القصة التاريخية التي ستصبح عائلية مليئة بأمجاد وبطولات وموشومة على صفحات التاريخ سلطتها على الكاتب والمكتوب، من هنا “مكر” وجمالية العنوان (السلطان والأسير).. القصة التاريخية ذات طبيعة مأساوية تتعلق باختطاف عبد الحق معنينو، بألم كبير للغياب حرم العائلة ملذات العيش لسنين؛ لكنها لا تخلو من فخر ومن فرح بالبطولة اليوم.. تبدو فيها عائلة “معنينو” ذات امتداد من الماضي إلى الحاضر، ومن خلال الكاتب والمكتوب عنه ذات أثر حتى في المستقبل كما يقول الكاتب بيقين العارفين في مفتتح كتابه: “ما قلته سيصمد أمام السنين والعقود، وستجد فيه الأجيال القادمة متعة”. أليست الفاجعة المعتمة هي التي تجلب الضوء، بتعبير بلانشو؟
هكذا، يزيد الانتساب العائلي من مغامرة البحث التاريخي ولذة الاستكشاف لنعرف ما حدث لعبد الحق معنينو بلسان محمد الصديق معنينو بعد ثلاثة قرون على غياب الأول، وحياة الثاني به من خلال إعادة بناء حكايته وتتبع أثره.
في بداية يونيو 1681، غادرت سفينة الحجاج السلاويين متجهة نحو المشرق.. كانت الأجواء ربانية، والحجاج يرددون الدعوات والابتهالات، ويقضون أوقاتهم في الصلوات ومشاهدة البحر الهادئ وأفقه الأزرق.. وبعد يوم من الإبحار، اقتربوا من شاطئ مدينة طنجة، فجأة أخذت ريح خفيفة تجرّ السفينة نحو الشاطئ البرتغالي، فتبعدها على مسارها المنتظر، سادت السفينة موجة من الحيرة والقلق، وظهر أن طاقمها يواجه صعوبات في التحكم فيها وأن توترا مسّ البحارة، بعد أن اكتشف الربان أن سفينة حربية فرنسية ظهرت في الأفق وتقترب في شكل هجومي… اصطدمت سفينة الحجاج بشواطئ البرتغال، وتمكن طاقمها ومسافروها من دخول الأراضي البرتغالية؛ لكن تدخل السفير الفرنسي أرغم البرتغاليين على تسليم اللاجئين إلى قراصنة السفينة الفرنسية المهاجمة. لقد كانت قصة أسر عبد الحق معنينو مصدر توتر في العلاقات المغربية الفرنسية، في بداية حكم السلطان مولاي إسماعيل.
وبعد الغوص في مختلف المصادر الأجنبية والمحلية، الحديثة والقديمة، حول عبد الحق معنينو الذي ينسب تارة إلى أنه ابن عامل سلا محمد بن إبراهيم معنينو، وتارة كابن للسفير الحاج علي معنينو.. إن التاريخ هنا مستعاد من خلال شرف الانتساب التاريخي، ومحاولة ربط محنة الماضي وأمجاده ببهجة الاستمرار في الحاضر والطموح إلى وشم الأثر، إنه الابتهاج المشرق لشجرة أنساب باذخة. يقول محمد الصديق معنينو على لسان الباحث الوجدي: “إن أسرة معنينو التي ينتسب إليها عبد الحق هي واحدة من الأسر الأندلسية المهجّرة، بموجب قرار الطرد الذي وقعه “فيليب الثالث”، والتي استقرت بقصبة الرباط، لتبرز في وقت قصير كواحدة من الأسر ذات المال والجاه والنفوذ، مع نهاية العقد الثاني وبداية العقد الثالث من القرن السابع عشر؛ وذلك لانشغالها كغيرها بالعمليات الجهادية ضد السفن الأوربية في عرض المحيط”. واعتمادا على وثائق دوكاستري: “فقد أكد أن إبراهيم معنينو عُين قائدا على سلا من قبل الخضر غيلان، بعد اندحار الدلائيين، وهو من المجاهدين المسيطرين على أجزاء واسعة من شمال المغرب.. هذا التعيين زكاه المولى الرشيد، عندما تولى المُلك وثبته المولى إسماعيل.. وهذا ما حكاه الأسير مويط في مذكراته، وما أكده كذلك السفير الفرنسي سان آمون عندما توقف في سلا وهو في طريقه إلى “إيمينتانوت” للقاء المولى إسماعيل، سنة 1682، يقول في مذكراته “بأن الحاج عليا معنينو استقبله عند مداخل سلا، وأن عامل المدينة إبراهيم معنينو زاره ووضع رهن إشارته ما كان في حاجة إليه”.
عبر الكتاب الذي واجه به محمد الصديق معنينو فاجعة الموت في زمن الكوفيد “السلطان والأسير”، يحيى الكاتب بعد أن راود الوباء عن نفسه وتحداه ويخلد ذكره وذكر شجرة أنسابه من خلال قصة الأسير عبد الحق معنينو، لا يتعلق الأمر بأي انتساب؛ إنها شجرة باذخة، أسرة قادمة من عمق الحضارة الأندلسية إلى ضفاف أبي رقراق التي وصل قراصنتها، وبعض أجداد محمد الصديق معنينو منهم، إلى أبعد مدى يمكن تصوره في جغرافيا القرن السابع عشر: إيرلاندا.. وكانوا في خدمة الملوك والسلاطين، وذوي “جاه ومال وسلطان ونفوذ”، بدليل أن أسرة معنينو لا تضم الأسير عبد الحق فقط؛ بل سفير السلطان مولاي إسماعيل إلى إمبراطور فرنسا “الملك الشمس” لويس 14، للتفاوض من أجل القضايا العالقة بين البلدين، وضمنها القرصنة والأسرى لدى البلدين.
محنة أسير وحكمة سلطان
بعد مرور وقت وجيز، ستصل الأخبار المزعجة إلى الحاج محمد بن إبراهيم معنينو، عامل سلا، بواسطة القناصلة الأجانب.. سيعلم أن عبد الحق، الذي حضر الحفل الديني المقام على شرفه قبل رحيله إلى الديار المقدسة، أسير في يد الفرنسيين مع كثير من الحجاج وعدد غفير من الطواقم.. سيعم الحزن مدينة سلا، وستبكي الأمهات فقدان أبنائهن، وستحزن الزوجات، وسيمس الأسف والحزن المجتمع بكامله.
أسرع عامل المدينة إلى إخبار السلطان مولاي إسماعيل بهذه الأحداث المؤلمة وضياع السفن وأسر الركاب المدنيين.. وأضاف: ”أن ابن أخيه عبد الحق يوجد من بين الأسرى، وأن آل معنينو حزينون على هذه “المصيبة”. وعبّر العامل عن امتنانه لجلالة السلطان على عطفه وحنانه، بعد فقدان هذه المجموعة من رعاياه. وبعبارة أخرى، تمنى عامل سلا تدخل السلطان لاسترجاع الحجاج السلاويين من يد النصارى؛ وهو ما تم فعلا، من خلال إرسال السلطان سفيريه إلى الملك لويس الرابع عشر لفتح ملف الأسرى المغاربة؛ وبينهم عبد الحق معنينو..
وبالرغم من محاولات عديدة ومفاوضات مستعصية، ظهر أن نوايا الجانبين، المغربي والفرنسي، متباعدة رغم رغبتهما في السلام والتعاون. في هذه الأجواء، سيقرر المولى إسماعيل إرسال سفارة مغربية لدى لويس الرابع عشر، بهدف إيجاد حل للمشاكل العالقة واقتراح مساطر للتشاور والتفاهم؛ بل كان على السفارة أساسا أن تجد الحلول الممكنة لإطلاق سراح الأسرى المغاربة الموجودين في قبضة الفرنسيين.. ولإنجاح هذه المهمة، اختار السلطان شخصيتين قريبتين من “المخزن” تتمتعان بكامل ثقته وتتوفران على خبرة في التعامل مع الأجانب… اختار الحاج محمدا تميم، أحد أعيان مدينة تطوان، كما اختار الحاج عليا معنينو من أعيان سلا.
ووسط جو متفائل أقلعت السفينة الفرنسية ترافقها دعوات رجال المخزن وأعيان تطوان الذين حضروا لوداع السفارة السلطانية المتوجهة إلى بلاد “الفرنسيس”. بعد أن وصلت هدايا مولاي إسماعيل التي سيقدمها السفيران إلى الملك الفرنسي، كانت “الهدية” السلطانية تتكون من أسد ولبؤة ونمر وأربعة من طير “النعام”.
وجاء موعد إنهاء النقاش، ووقع الحاج محمد تميم على الاتفاقية، يوم 29 يناير 1682، أي حوالي شهر بعد وصول السفارة إلى باريس. في تلك الأجواء، ظل الحاج علي محافظا على المنهجية نفسها، غير متسرع في أقواله، غير ثرثار في كلامه.. عفيفا في أكله وشرابه، فاسحا المجال أمام نظيره تميم. كان الحاج علي يعرف “الثقافة المخزنية” ومزاج السلطان، وانتظاراته الأساسية.. لم تعد قصة الأسير قصة تهم عائلة معنينو السلاوية، بل تحولت إلى “قضية دولة”؛ فالسلطان مولاي إسماعيل مهتم بإطلاق سراح الأسير، وما تعيينه لسفير من عائلته إلا للتذكير الدائم بالقضية. كما أن الملك الفرنسي كان على علم بقصة الأسير، ويود إيجاد حل سريع لها؛ لكن بلاطه كان منقسما حول طريقة حل هذه المشكلة.. هكذا، أرادت الأقدار أن يهتم أشهر ملوك القرن السابع عشر بملف أسير شاب ينتمي إلى إحدى العائلات المغربية.
نظرة الأنا إلى الآخر، ونظرة الآخر إلى “الأنا”
الانبهار والسحر هذا ما يعكس نظرتين مغايرتين كما عكسهما وصف الكاتب من خلال مصادر تاريخية عديدة في الغرب كما في المغرب، “كان الاستقبال في قاعة العرش، حيث جلس لويس الرابع عشر على أريكة فاخرة، وعند دخول السفيرين رفع قبعته، تحية لهما.. انحنى السفيران وتقدم الحاج محمد تميم لإلقاء الكلمة.. كان السفيران المغربيان يرتديان الجلباب الأبيض والعمامة البيضاء والسلهام الأبيض وكانت رائحة العود “القُمري” تنبعث من ثيابهما.. ظل الحاج علي واقفا إلى جانب السفير الحاج تميم وهو يلقي كلمته..
كانت الأنظار مركزة على المبعوثين المغربيين وباقي أعضاء السفارة.. ليس فقط للباسهم ونظافتهم وأناقتهم، ولكن لأنهم قادمون… “من بلاد بعيدة تتوفر على قدرة هائلة على القرصنة وامتلاك الأسرى، تضع العراقيل أمام التبادل التجاري وتصاحب الإنجليز ضدا عن الفرنسيين…” كل هذا كان حاضرا في مُخيلة “الملك الشمس” وهو يستقبل ممثلي السلطان العلوي، قوي الشكيمة، العامل على الحفاظ على استقلال بلاده.
عمّت الدهشة البلاط الفرنسي، نظرا لأناقة ولطف أعضاء السفارة المغربية، وتأثر الحضور لنوعية الهدية السلطانية التي توحي بالقوة والشجاعة.. اجتمع الفرنسيون حول النعامات، واكتشفوا شراستها وخاصية أكلها، ونسجوا حول بيضها خرافات وأساطير ارتبطت بالسحر والشعوذة والجنس.. يقول الكاتب معنينو في المقابل كانت تعيش فرنسا احتفالات صاخبة بعيد رأس السنة، والتي تتميز عادة بكثير من مظاهر الفرح والسهر مع أحلى الأكلات وأغلى زجاجات الخمر المعتق، ها هم الدبلوماسيون يكتشفون شعبا مرتاحا ضاحكا سكيرا ومشاغبا.
بالرغم من الانبهار الذي لامسه الفرنسيون في حاشية السلطان من خلال سفيري المغرب الأنيقين المتحضرين، فإن وصف مجيء المبعوث الفرنسي إلى المولى إسماعيل يشعرنا كما لو أن الصورة تتبدل لتعود بالمغربي/المجهول لدى الآخر إلى بدائيته الأولى.
يحكي كتاب “السلطان والأسير” أن “السفير الفرنسي إلى المغرب حمل معه سريره ومكتبه وكراس وأدوات الحلاقة وعددا من الملابس وما إلى ذلك. ولا شك في أن المعلومات التي كان يتوفر عليها جعلته يظن أنه سيسافر إلى بلد لا توجد فيه أسرة أو مكاتب أو كراس. لذلك، احتاط حتى لا يفاجأ.. والغريب هو أنه أنزلت، عند وصوله إلى تطوان، من السفينة التي أقلته عشرات الصناديق العملاقة تبين عند فتحها أنها تحتوي على أفرشة ومكاتب وأوان وكراس… وهذا ما وجده، بل وجد أحسن منه، في الدور التطوانية الأنيقة التي وضعت رهن إشارته. كما وجد مثلها في الدور السلاوية والرباطية التقليدية التي استقر بها وهو في طريقه إلى “الحركة السلطانية” في قرية ‘إيمينتانوت”.
وتنتهي الحكاية التاريخية بعد كل مراسيم التشويق إلى إطلاق سراح الأسير عبد الحق معنينو ومعه العديد من الأسرى المغاربة لدى الفرنسيين. ومن خلال هذه الحكاية، يرسم معنينو بلغة مبهرة مليئة بالوصف والقدرة على الحكي، كما لو أنه يخلق قصة تلفزيونية من وقائع تاريخية بحنكة الصحافي وعمق المؤرخ حين يسائل النصوص ويقارن بين آراء المؤرخين في القديم كما في الوقت الراهن، في الغرب كما في المغرب.