
محمد منفلوطي_ هبة بريس
” اللهم ارحمنا رحمة واسعة…اللهم أغثنا غيثا نافعا”، أدعية باتت السمة البارزة عل لسان شيوخ وكبار السن من فلاحي الشاوية، وهم يرفعون أكفهم إلى السماء تضرعا وطمعا في رحمة الرحيم.
وهم يترقبون دخول موسم الحرث، كلهم أمل أن تجود السماء بخيراتها وتعم الفرحة لتروي حقول عطشى، أخذ منها الجفاف أخذا، بعد أن أصبح ماؤها غورا نتيجة قلة التساقطات وعمليات حفر الآبار بطرق عشوائية وغير قانونية بمعظم الجماعات القروية…ودون سلك المساطر أحيانا، وأحيانا تجرى عمليات الحفر أمام أعين السلطات، أمر كهذا من شأنه أن يخل المنطقة في دوامة العطش.
هنا باقليم سطات، وقبل أن تقع الفأس في الرأس بلغة العامية، هل تملك السلطات الاقليمية سياسة بديلة لضبط سياسة حفر الآبار وتقنينها ومراقبتها بشكل صارم عبر انزال العقوبات على المخالفين مع التشديد في منح الرخص؟ أم الامر لا يعدو سوى أن يكون سحابة صيف؟
الشاوية كونها تدعى مطمورة القطاني والحبوب، فهي معنية بالأساس بهذا الخطر القادم، والذي أثر بشكل كبير على نشاط ساكنتها الفلاحي، فموجة الجفاف التي عصفت بالمنطقة، ناهيك عن سياسة حفر الآبار بطرق عشوائية وانتشار زراعة الجزر، كلها عوامل تنذر بخطر قادم ومخيف، أضحت معه الفرشة المائية تعيش على وقع الاحتضار.
رسالة موجهة للسلطات الاقليمية بضرورة التحرك لوقف هذا النزيف، والضرب بيد من حديد على المخالفين، والزام الطرف المعني بضرورة سلك كافة المساطر الإدارية القانونية قبل الشروع في حفر البئر، ضمانا وحماية للمياه الجوفية من الهدر والإستغلال العشوائي الذي بلغ ذروته ببعض الجماعات القروية.